الأحد، 20 أكتوبر 2013

من مكان قديم !


كل شيء قديم جديد وكل شيء جديد قديم !

كلمات تصف قصتي في عطلتي الماضيه كنت معتاده على قضاء العطله في مزرعة جدي كانت تلك الأيام من أجمل الأيام التي يمكن أن يعيشها أي شخص في حياته أرض واسعه يمتد نظرك فيها للأفق أشجار خضراء حياة ريفيه بسيطة أرض كأنها خلقت بعيده عن العالم ولا تزال جزء منه كل شيء مختلف ببساطته كل شيء بعيد وقريب في ذات الوقت هكذا سيكون شعورك بالضبط لو قضيت الأيام هناك. 
اعتدت زياره هذا المكان بين سنة و أخرى لم يتغير شيء في المكان وهذا كان أجمل مافي الأمر سحر قديمه هو مصدر السعاده بالنسبه لي !
 فزيارتي لمكان قضيت طفولتي فيه وكافة مراحل حياتي لا يتغير وأتغير أنا بأفكاري بعلاقاتي بنظرتي للحياة كأنك تأتي إليه تريد أن ترى التغيير الذي يحصل فيك لا التغيير الذي يحصل فيه شعور في غاية العمق .
 في آخر زياره كان هناك شيء مختلف عن زياراتي السابقه لم يعد المكان مصدرا للسعاده كما كان والغريب أنه لم يتغير ولم أتغير أنا أيضا ، عندما بحثت عن السبب وجدت أنه لم يعد مصدرا للسعاده لأنه يذكرني بالسعاده !
هل هي كآبه أم ملل أم مجرد تكرار لا هذا ولا ذاك ..؟
قررت المشي في نفس المكان يوميا الذي كنت أمشي فيه وأنا بقمة سعادتي وحصل أن السعاده عادت لي بعد أيام تماما كما كانت ، مالذي تغير قد يكون أمر لا يصدق
ولكن هذا ما حصل !
الأمر يعود إلى أنني كنت أطلب ما كان لا أرى ما يكون ببساطه أكثر كنت أبحث عن ذكرى المكان لا أرى سحره الذي عليه في تلك اللحظه ، بذلك قررت أن أمشي في المكان بالروح لا بالذكريات فالروح متقبله للقديم والجديد بل هي لا تميز بين القديم والجديد لأنها لا تحمل بداخلها ذكريات .
عندها تغيرت نظرتي لأشياء أخرى أكثر من المكان لأنني وجدت أن الروح عندما تعيش بها تشبه كثيرا لحظة الولاده التي لا يسبقها شيء ولا يعقبها شيء تجد نعيمها وسعادتها الكامله هنا لا بمكان ولا زمان آخر .
 لنتعمق أكثر ونتأمل الصلاة عندما تصلي فأنت تصلي بروحك لا بشخصك لا بجسدك لا بعقلك لا بفكرك لا بعواطفك لا بمن أنت لا بمكان تذهب إليه ولا بزمان تتذكره فتعود إليه عندما تشعر أحيانا أنك تكرر صلاتك فقد تكون فقدت اتصالك بالروح الروح التي تتجلى فقط في اللازمان واللامكان الروح هي البعد الذي تعيش وتتمدد فيه السكينة والتي يبحث عنها الجميع .
 عادة تكون الذكرى الناتجه عن التكرار واقفه كالحاجز بينك وبين السعاده أو الشعور الذي يمكن أن تجده كاملا في أي لحظه تريدها .
قرأت في احدى المرات أن الروح تشبه كثيرا روح الطفل تأمل سعادة الطفل .. الطفل الذي لا يتذكر ولا يتوقع الطفل يعيش بلا ذكريات ولا تجارب هو يرى العالم بلا حواجز زمنيه ولا تجارب وآلام ولا أحكام يلقيها على من حوله روحه جديده حياته جديده احساسه جديد كل شيء يراه يعد هو لحظته الساحره الأولى .
ماذا لو تجرب أن تحطّم الأفكار ؟ حواجز الزمن ؟ والعوائق ؟ والتجارب ؟ مالذي سيبقى لو فعلت ذلك ستبقى الروح التي هي أنت بلا شوائب زمنيه كما أسميها عندها فقط سيكون كل شيء متاحا لك ممكنا جدا لتحققه لتجده وتعيشه وتسعد به ،
هكذا فقط يمكنك أن تعيش كل يوم من جديد 
من خلال الروح هكذا كانت عطلتي بلا ذكريات سعيده .

1 التعليقات:

كلما اقرا مقالة عن الطفولة اشعر بإغمائة جميلة لاأستفيق منها الا بعد نهاية المقالة ... رائعة

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites