الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

لا تتعلق فتعلق !


يحصل كثيرا وحصل لي في يوم  أن طلبت من الله شيء فلا أجده 
فأطلب فلا أجده فأطلب فلا أجده !! 
في لحظة انتبهت لانتباهي ! فغيرت الإنتباه أنني لا أعبد الله ليعطيني بل ليرضى عني 
في ذات اللحظة جاء ما طلبت دون أن أطلب !! 
مالذي حدث ؟ ومالذي تغير ؟ إليك التفسير ... 
في هذه اللحظة عندما قمت بتغيير انتباهي للخالق ورضاه ولرحمته وقربه 
ولطلب الثواب لوجهه خالصه بنيتي إليه أصبحت في اتصال مباشر مع الله دون وجود حاجز الطلب والزمن الذي كنت عالقه فيه لحظة اتصال مع رب كل شيء فجاء كل شيء ! 
كانت هذه اللحظة في رمضان الماضي تعلمت منها الكثير كيف يجعلك التعلق بشيء ولو كان بسيطا تعلق معه 
في راحتك في سعادتك في سكينتك في نيل مطالبك في لذة عبادتك لله ، عندما يتعلق القلب بالماده والإتجاه لله لنيلها لا لنيل رضاه في كل أمر يتعقد عليك الأمر ويتعسر أكثر ولكن يسره معه ، كيف ؟ ...
عندما تكون في موقف كالذي حدث لي وأطلت الطلب ولم تجد الإجابة اجعل لك عادة التفكر والتأمل فيها وفي كل أمر تمر به وتعيشه اسأل ماهي الرسالة التي يرسلها الله لك لتفهما ؟ ماهو الدرس الذي عليك أن تتعلمه ؟ ماهي اشارات الله لك التي لم تلقي لها بالك ؟
دائما هناك رسالة مختبئه لك بالحل أو بالحكمه رسالة تحمل معها رحمه عظيمة أعظم من الأمر نفسه ابحث عن اشارة الله لك وعندما تتوقف في أمر ما محتار فاعلم أن الحيرة من كثرة التفكير اترك التفكير واستشعر بقلبك اشارات الله لك وستراها ظهرت لك دون جهد ولا انتظار !...
لا تفكر كثيرا فالعقل يخطي ولكن القلب أبدا لا يخطيء ولو كان القلب يخطيء لما أمرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نستفتي قلوبنا ولو أفتونا الناس ...
 ولتطمئن نفسك لمدى وضوح الإشارات التي حولك تأمل قوله تعالى : {هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3] عندما تستشعر وجود الله في القبل والبعد في الظاهر وفي الباطن وتعلم أنه يعلم بكل شيء فالإشاره التي تأتي ستكون واضحه شامله لكل ما حدث ويحدث وسيحدث وتريد منك الانتباه فقط لتتجلى بالحل والفرج وبالرحمه التي تحملها .
 ولنعلم أننا كلنا مرتبطين بوجودنا وحضورنا ووعينا بلحظتنا الحاليه 
" الآن " 
فلا تعلق في ماضي ولا بالمستقبل من أنت الآن؟ مالذي ينقصك الآن لتكون كيفما تريد أن تكون ؟
 لو تدبرت قوله تعالى :" كن فيكون " لما اكتفيت من نيل خيرات هذه الآية العظيمة فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء يقول 
" كن فيكون " خلق مباشر لا نجد فيها انتظار ولا شك ولا ظن بخلقه سبحانه .
إذن ما قد نتعلمه من هذه الآية ونرتاح إليه أننا عندما ندعوا الله فإننا ندعوا من هو أمره بين الكاف والنون لذى لا تطلب بانتظار اطلب بتوجه كامل واضح وبيقين .
 اجعل نيتك ترى ما تريد الآن حقيقه ولو بعقلك لا غدا لكي لا تعلق بطلبك وتذهب أيامك في طلب وانتظار وتعلق بنيل ما قد لا تناله .
في النهاية أختم حديثي بحديث قدسي يقول الله سبحانه وتعالى فيه لعبده :" عبدي ما بيني وبينك بين ، عبدي ما بيني وبينك أنت ، خلقت الأشياء لك وخلقتك لي فلا يشغلك ماهو لك عما أنت له "
حديث اختصر كل ما قلت في كلمات معدودات ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites